grandhunters



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

grandhunters

grandhunters

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصيد المصرى (منتدى عربى يتناول كل ما يخص الصيد والاسلحه)


4 مشترك

    العرب والسيف

    ادهم محمود محمد
    ادهم محمود محمد


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 229
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 31/12/2010
    العمر : 61
    الموقع : جدة المملكة العربية السعودية

    العرب والسيف Empty العرب والسيف

    مُساهمة من طرف ادهم محمود محمد الثلاثاء يناير 25, 2011 3:28 am


    العرب والسيوف
    استعمل العرب قبل الاسلام المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد في صناعة السيوف، واحتفظ الادب الجاهلي بصور شتى للسلاح في تلك العصور، ولا سيما للسيف، وحسب ما ذكر الدكتور عبد الرحمن زكي في احدى مؤلفاته ان المترادفات لاسماء السيف تشكل معجماً نادراً لا مثيل له عند الشعوب الاخرى، وذلك يعبر عن اهتمام العرب بالفروسية ونزوعهم الى المبارزة والصيد، ولكن هذا لا يعني ازدهار صناعة السلاح عند العرب كما عند الفرس والهنود والصينيين، وتوفر السلاح عند نصارى العرب لازدهار فن الحدادة بينهم، وازدهرت تلك الصناعة في بصرى، وفي حوران مصانع السلاح التي كانت تطبع النقوش والصور على الاسلحة، وكان مثلاً على نصل سيف الحارث بن ظالم صورة حيتين، وكان للمالك بن زهير سيف عليه صورة سمكة فعرف بذي النون .

    صنف العلامة الكندى _ وهو المرجع الاول فى هذا الشأن - السيوف الى نوعين، منها السيوف العتيقة، والسيوف غير العتيقة ومن السيوف العتيقة، السيوف اليمانية والسيوف القلعية والسيوف الهندية،ويصل طول السيف اليماني العتيق الى أربعة قدود، منها العريض الاسفل المخروط الرأس،والمربع تربيعاً مخروطياً الى طرف السيف، ويجري على نصله أربع شطب وهي القنوات التي تحفر على وجه النصل لتقلل من ثقله، وأكثر السيوف اليمانية يبلغ عرض نصلها ثلاثة أصابع تامة،ويبلغ عرض أقل ما يكون منها إصبعين ونصف إصبع، ولا تكاد تخلو السيوف اليمانية من الفرند وهو الجوهر ذو اللون الذي يميل إلى السواد، وقد توضع عليه الرسوم والتماثيل وتكتب عليها الاسماء ليخفي اثر الفرند، ومن السيوف اليمانية أيضا ما يعرف بالموصول السنان، ومنها الموصول الصدر، ويكون ذلك نتيجة الضرب بالسيف فيقطع .أما السيوف القلعية وهي التي يبلغ نصلها بين أربعة أشبار وخمسة وعرضه بين ثلاث أصابع إلى اربع، وقدودها متساوية أعاليها وأسافلها واحدة، أما النوع الثالث من السيوف العتيقة فهي السيوف الهندية وهي في قدود القلعية، ويشبه جوهرها السيوف اليمانية إلا أن لونها يضرب إلى السواد.
    أما السيوف غير العتيقة فقد قسمها الكندي إلى عدة انواع هي البهائج والرثوث أو الرسوب والسلمانية، وحسب ما وصف الكندي فإن السيوف البهانج عراض النصال عرضها اربع اصابع أو أكثر أما السيوف الرثوث فعرضها أربع أصابع أو أقل، والسيوف السليمانية لطيفة العروض وفرندها يتراوح بين الطول والقصر، وبداية السيف السلماني كنهايته مستويان في العروض . أما السيوف المولدة فهي خمسة أنواع، السيوف الخراسانية التي صنعت من حديد الخراساني وطبعت في خراسان وهي مساوية للقلعية، أما السيوف البصرية فإنها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود، والسيوف الدمشقية فقد عرفت بجودتها منذ القدم وامتازت نصالها بقطعها الجيد، والسيوف المصرية منها ما طبع في مصر وتمتاز بطولها واستواء سطحها، والسيوف الكوفية فقد صنعت بالكوفة عند نشأتها وهي سيوف قصيرة عرضها يبلغ ثلاث أصابع وطولها ثلاثة أشبار، والسيوف السرنديبية فتختلف بحسب امكنة صنعها في خراسان أو المنصورة أو فارس أو سرنديب، وكانوا يحمونها بفحم الخشب وليس بفحم القصب فيخرج فرنده رقيقا أصفر، وهناك أيضاً السيوف القلجورية التي وصفا الكندي بأنها خفيفة الوزن لا تزيد على رطلين، وتنسب إلى مدينة الطرقونية في الاندلس .

    اسلحة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
    تحدث كتاب السيرة أن الرسول محمد (ص) كانت له جملة سيوف منها البتار والمعصوب والمخذم والرسوب والحتف والعضب الذي كان قد أعطاه لسعد بن عبادة وكان للنبي سيف قلعي اصابه من سلاح بني قيقعان وورث عن ابيه سيفاً اسمه المعور. اما اشهر سيوف الرسول فهو حتما ذو الفقار الذي غنمه في معركة بدر، وكان للعاصي بن منبه السهمي بن الحجاج، فبات سيفه المفضل الذي لا يفارقه في حرب من حروبه، وسمي (ذو الفقار) لحزوز مثل فقرات الظهر كانت في وسطه، وانتقل ذو الفقار سيف النبي المختار بعد وفاته إلى علي بن أبى طالب ثم صار لبنيه، ثم انتقل ذو الفقار الى المعتز المتوكل، ثم صار من بعده إلى المهتدي بالله، وقيل انه تحول اخيراً إلى الخلفاء الفاطميين. وذكر أن نبينا محمد (ص) كان يتوشح بالسيف في عنقه بواسطة حمالة على الطريقة العربية المتبعة في ذلك الحين، وامتاز العرب بإطلاق أسماء خاصة على السيوف ومما اشتهر منها كثيراً أهمها مع أسماء أصحابها، الخطاب (ذو الوشاح) علي بن أبى طالب (ذو الفقار) أبو موسى الأشعري (الصدى) خالد بن الوليد (القرطبي)، سعد بن ابي وقاص (ملاء)، سعد بن عبادة (الرقراق).

    سيوف الدول
    يوجد من سيوف الأمويين ما يعتقد أنه سيف الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وسيف له مقبض مذهب وواقية من الحديد نقش على نصله العام (105) هجرية واسم الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك، واذا صحت نسبة هذه السيوف الى القرون الاسلامية فإنها تشهد بأن المسلمين كانوا يستعملون السيوف المستقيمة النصال، وتختلف أشكال أطرافها، فمنها ما يبدو مدبباً أو مربعاً أو بين هذا وذاك. ولم يصل من سيوف العصر العباسي الا سيف مستقيم النصل له واقية من الحديد ومقبض من الذهب نقش على نصله اسم الخليفة أبو أحمد المستعصم بالله الذي تولى الخلافة واغتيل في غزوة المغول .
    عرفت مصر الفرعونية شتى انواع السلاح والسيف من ابرزها، وعموماً كان السيف المصري ذا نصل مستقيم وقصير ولا يزيد على 3 أقدام، له حدان وطرفه مدبب يستخدم كالخنجر، وكانت قبضته بسيطة الصنع مقعرة الجانبين لسهولة القبض عليه، وترصع أحياناً بالاحجار النفيسة أو المعان القيمة، وكان النصل من البرونز السميك والمنتفخ عند الوسط،ولكن السلاح في مصر كان يتغير بتغير الدول، وبقي شكل السيوف وزخارفها ونقوشها في العصر الفاطمي غامضاً، ويروي المقريزي ان الخلفاء الفاطميين جمعوا أسلحة نادرة كان من بينها سيف ذو الفقار وهو أحد السيوف الخمسة أو السبعة التي أهدتها ملكة سبأ بلقيس الى سليمان وهي ذو الفقار، وذو النون، ومخذم، ورسوب، والصمصامة .
    ولم يصلنا من دولة المماليك الا ما روي عن الظاهر بيبرس فقد قيل أن السيف الذي كان يتقلده هو أصلاً سيف الخليفة عمر بن الخطاب، وكان يحمله على الطريقة البدوية أي انه كان يعلقه على الجانب الأيسر من نطاق يمر فوق الذراع اليمنى. ومن أهم اسباب ضياع السيوف الاسلامية فى العصر المملوكى انها كانت توزع اسلحة السلطان او الامراء على خاصته بعد وفاته، فكانت تبعثر على الرجال ثم تباع أو تضيع وتندثر، وأنشئ في هذا العصر سوق لبيع الاسلحة . وفاخرت الشام بصنع السيوف الممتازة التي تنقش على نصالها الآيات الكريمة، والاشعار، والدعوات، وكانت مقابضها ترصع بالحجارة الكريمة وتصنع لها الاغماد المزخرفة، كما صنعت السيوف في الشوير ودومة في لبنان كما اشتهرت في الشام ولبنان أسر السلاحين فعرف منهم بنو السيوفي وآل بولاد، وجوهر، وجوهري، ومسابكي، وصيقلي، وحداد، ونحاس، وحفار، وطباع، اما في تركيا فقد بلغت صناعة السيوف أوج قمتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر،وبلغ سلاحوها درجة في الابداع يحسدون عليها، وممن برعوا في صناعة السيوف التركية (الأُسطة سنان) الذي قيل أنه صنع سيفا يطوى كالنطاق (الحزام) وكان على مرونته سريع الاعتدال من تلقاء نفسه. أما في الاندلس فقد استخدم العرب السيوف المستقيمة ذات الحدين وكان من بين الغنائم التي استولي عليها بعد فتح الاندلس ما يقرب نحو الف سيف، واشتهرت عدة مدن اسبانية بصناعة السيوف منها مرسيه، واشبيلية، والمرية، وغرناطة، ولا شك أن مكانة طليطلة بلغت اسمي الازدهار فنسبت اليها السيوف، ولما اصبحت غرناطة حاضرة الدولة الاسلامية في الاندلس وانحسر فيها حكم المسلمين انتقلت اليها صناعة السلاح . أما (قم) بإيران فقد صنع فيها في منتصف القرن السابع عشر ابدع النصال الايرانية، كما اشتهر اقليم خراسان بصنع النصال النفيسة، واشتهرت ايضاً سيستان، وقزوين.
    كما أن هناك أساطير وروايا كثيرة نسجت حول السيوف والسلاح ومدى مضائها وقوتها ولعل من أشهر هذه الروايات قصة حربة الإمام علي التي يقال أنها مغروسة في صخرة داخل مياه ساحل بانياس من أراضي الساحل السوري ويقال أنه رمى بها من قلعة المرقب ولا تزال الحربة موجودة ويزورها كثير من الناس..

    وقد اشتهر العرب ومنذ القديم باعتمادهم على السيوف كأداة أساسية للدفاع عن النفس والقتال. ولذلك حمل أسماء كثيرة كالحسام والصمصام والمهند والصارم وغير ذلك. وتميز العرب بصناعتهم المتقنة للسيف العربي يصنع من الحديد فيقال له السيف الانيث. أو من الفولاذ أو من الحديد ورأسه من الفولاذ ويقال له السيف المذكر.
    وقد عدد (الكندي) من أنواع السيوف خمسة وعشرين نوعاً تتبع تسميتها لنوع الفولاذ فيها والمكان الذي صنعت فيه كالسيوف اليمانية والقلعية والهندية والبصرية والخرسانية والدمشقية والمصرية والكوفية وهي سيوف (موله) أي ان فولاذها مصنوع حديثاً ولقد صنعت السيوف العربية قبل الإسلام في أراضي مؤاب وعرفت السيوف باسم المشرفية وفي نفس الوقت كانت تصنع سيوف عربية عند المناذرة في الآبلة وهي قرية صغيرة على نهر دجلة في العراق. كما كانت بصرى منسوبة إلى قرية تسمى أريج. وفي حمير عرفت السيوف اليمانية الشهيرة التي امتازت بمرونتها وحسن صناعتها.

    صناعة السيوف بعد الإسلام
    لقد عني المسلمون باقتناء السيوف. وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيوف مشهورة منها المسعود الذي ورثه عن والده. والقضيب والبتار والحتف والمخزم والراسوب والعبد والقلعي. وانتشرت صناعة السيوف بعد الإسلام في جميع البلاد العربية ومنها دمشق التي كانت لصناعة السيوف فيها شهرة وامتياز وازدهرت صناعة السيوف الدمشقية ابتداء من القرن العاشر الميلادي وكانت صناعتهم تتم في دمشق وفق أسلوب خاص أطلق عليه اسم (Damasking) بالفرنسية أو (Damascening) بالإنكليزية ومن أبرز نماذج السيوف الدمشقية تلك التي كانت للخلفاء الأمويين وهي سيوف متميزة صنعها العمال الدمشقيون. ما زال بعضها محفوظ في متحف طوب كابي سراي في استنبول ومن أهمها:
    1- سيف معاوية وهو سيف مستقيم.
    2- سيف عمر بن عبدالعزيز مؤرخ في عام 100ه ومنقوش عليه اسمه واسم الصانع لكنه غير مقروء.
    3-سيف منقوش عليه اسم سعد بن عبادة من الصحابة مع كتابات دمشقية متأخرة.
    4- سيف منقوش عليه تاريخ (105ه) مع اسم هشام بن عبدالملك.
    5- سيف عليه نقوش متتابعة لأسماء عمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد والسلطان قايتباي.
    ولقد استمرت صناعة السيوف الدمشقية رائجة معروفة في العصر العباسي تحث عنها الكندي ووصف صناعتها تحت اسم الجوهر ويقول عنها عرفت بجودتها منذ القديم وامتازت نصالها بقطعها الجيد إذا كانت على سقايتها الأصلية.. والسيوف الدمشقية أقطع جميع السيوف المولدة وتتراوح أثمانها بين خمسة عشر درهماً إلى عشرين درهماً. وانتقلت السيوف الدمشقية وطريقة صناعتها إلى الأندلس ولقد عني عبدالرحمن الثاني سنة (822-852م) بتشجيع صناعة السيوف في طليطلة وفي الميريا التي قطنها الدمشقيون خاصة وتحدث عن سيوفها المقري. وقال إنه في خلال القرن الثاني عشر فإن الميريا كانت من أشهر المدن في صناعة السيوف والأسلحة وكذلك الأمر في اشبيلية فيما عدا قرطبة، أما غرناطة فقد اشتهرت بصناعة السيوف في عهد بني عبدالله في القرن الخامس عشر وفي المتاحف الأسبانية نماذج كثيرة من هذه السيوف، ولقد برزت مزايا السيف الدمشقي خلال الحروب الصليبية حيث كان السيف الصليبي بسيطاً جداً وقصيراً. يصنع من الحديد المطروق أو من البرونز. وفي حين كان السيف الدمشقي مصنوع من الفولاذ الجوهر. فأخذ المحاربون الصليبيون يبحثون عن خصائصه وطرق صنعه وكانت المادة الأساسية التي يصنع منها هي الفولاذ الدمشقي الذي تحدث المؤرخون عنه في ذلك الوقت، وأوضحوا افتراقه عن الفولاذ الهندي مما يدفع كل شك في أصوله. وهكذا انتقل السيف الدمشقي إلى الغرب عن طريق الصليبيين كما اشتهرت صناعة السيوف الدمشقية تحت اسم Damasking الدمشقية.

    السيوف العربية والدمشقية بعد عام 1400ه
    لقد تعرضت صناعة السيف الدمشقي منذ عام 1400ه إلى الانحطاط بفعل ثلاثة عوامل هي: غزو تيمورلنك وانتقال الصناع المهرة إلى أصفهان ووفرة الفولاذ الصناعي. وعندما جاء الغزو التتري العنيف قام تيمورلنك بأسر جميع العمال الفنيين في سورية وبخاصة صناع السيوف المهرة الذين نقلهم إلى سمرقند منذ عام 1400ه ساعياً من وراء ذلك إلى اضعاف صناعة السلاح في بلاد الشام وأحيائها في بلاده. مما أدى بهذه الصناعة إلى الاضمحلال والغياب. ثم ظهر الشاه عباس (1557-1628م) الذي ضم العراق إلى ملكه واهتم بالعمران والفنون والصناعات واستجلب لذلك الصناع المهرة من جميع البلدان وخاصة في بلاد الشام وتشهد أصفهان على آثار هؤلاء الصناع في ذلك العهد. ومن المعتقد ان السيف (الشمشير) الذي اشتهر بخاصة في عهد الشاه عباس وبعده كان محاكياً للسيوف المصنوعة من الفولاذ الدمشقي تشكل عدة أنواع في القرن السابع عشر هي:
    1- قاراخوراسان أو تشاراكراسان وكلمة قارا وتشارا تعني بالتركية أسود أو داكناً أو قاتماً.
    2- قاراتبان: وقارا تعني أسود أما تابان معناه مقبض أو تلة.
    3- كيرك ماردوان: كيرك معناها أما ماردوان فمعناها سلم أو درج ويطلق عليه اسم (سلم محمد).
    4- شام أو الدمشقي السوري ويشمل أنواعاً ونماذج كثيرة والسيف الدمشقي ممهور برمز علة نصله باسم (أسد الله) وأسد الله الدمشقي الأصيل أمهر صانع للسيوف وهو أحد الذين سباهم الغزاة من دمشق، أما الذي وجد بعد ذلك في مطلع القرن السابع عشر فهو أما من أحفاده أو تلامذته في الحرفة واستعمل هذا الرمز في ما بعد للاستفادة من هذه العلامة ترويجاً لبيع المنتجات.
    ويذكر الباحث الدكتور عفيف بهنسي ان أحد الأشخاص شاهد مخطوط هندي بالأردينة موجود في لندن ويتضمن شرحاً عن حياة أسد الله الأصفهاني.. ويذكر ان اسمه الصحيح هو (علي أكبر) وأنه استعار اسم أسد الله الدمشقي الأصيل لأن هذا الاسم أصبح أشبه بالماركة استمر استعمالها خلال قرنين.

    تطور شكل السيف الدمشقي
    ليس من السهل تحديد مدة انتقال السيف الدمشقي من شكل لآخر وحصر العناصر التي خضعت للتغيير في بنيته وكذلك تنوع طرق وتقنيات إنتاجية والقرنان الخامس عشر والسابع عشر مرحلة نقل هذه الصنعة من دمشق إلى بلدان أخرى، في العالم وان هذا السر المغلق على غير الدمشقيين أصبح معروفاً لدى أقوام أخرى ففي القرن السابع عشر تحول شكل السيف الدمشقي الرشيق والمسحر عند المماليك "قليح" (وتعني قاطع الشعر باللغة التركية) إلى باك لدى الأتراك وهو شكل ممسوخ الأصل بتقصير طول السيف وزيادة في عرضه وسماكة نصله مع المحافظة على التقنية العالمية في الشكل من حيث المجاري والميازيب على طرفي نصل السيف.
    أما في فارس في عهد السلطان عباس شاه (1588-1629م) أصبح السيف مبسطاً أكثر وسطحه أملس دون حجار ووزنه أقل مع ضيق في العرض وهو الذي اطلق عليه اسم (شمشير). ولما لم يكن هناك دراسات تصنيفية دقيقة بشأن السيوف فمن الصعب الاعتماد كلياً على التصنيف الارتجالي الذي قام به التجار والذي كان همهم توزيع ما يحملون من منتجات فحسب وأكثر المصادر التي وصفها بعض الروس لاتصالهم مع المراكز الفارسية المهمة منذ مطلع القرن السابع عشر ونذروا اهتمامهم ودراساتهم على الفولاذ الدمشقي الذي يسمى بالفارسية (بولاد هاردير) أي الفولاذ العظيم أو اللامع القوي.

    مزايا وأسرار صناعة السيوف الدمشقية
    كان عمال دمشق يطرقون المعادن باتقان أكثر من اتقان باقي العرب واشتهرت مدن كثيرة من مدن الشام بهذه الصناعة منذ عرف التاريخ القيانه (صنع الأسلحة) والصيقلة (جلي الأسلحة) لكثرة الحديد في جبالها، كما ان الدمشقي استورد الحديد من مختلف الأصقاع وقد عثر على نقد عربي في بلاد السويد وهذا دليل على الصلات التجارية بين البلدين وما حاجة الشرق من بلاد السويد إلاّ الحصول على معادن لصناعة أسلحتهم.
    ومع تأكيد جاذبية وجمال الفولاذ الدمشقي هناك أموراً أكثر أهمية وهي المتعلقة بالخصائص العملية لهذا المعدن التي تبدو وكأنها متعارضة ظاهراً ولكنها متكاملة وضرورية من حيث الأساس. فالحافات القاطعة يجب ان تكون قاسية يمكنها معه قطع أي عارض معقول عند أقل صدمة والنصل يجب ان يكون صلباً إلى درجة جيدة حتى لا ينحني عند الضرب كما يجب ان يتوفر المرونة والمتانة كي لا ينكسر عند الضربات العنيفة. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي والتقنية العالية في صناعة الفولاذ فإنه من الصعب ان نجد فولاذاً يتمتع بهذه المزايا التي يتمتع بها الفولاذ الدمشقي.
    لذا استطاع الفنان الدمشقي القديم بطريقة ما ان يبدع عملاً فنياً من الناحية الجمالية والتقنية والحقيقة التاريخية تفرض الاعتراف بأن المظهر الجذاب لسطح السيف الدمشقي وشدة القطع بأن الصانع الدمشقي قام بتحقيق عمل تقني ممتاز من حيث الفن والشكل ومن حيث مادة الصنع. ان الدمشقة (صناعة السيوف الدمشقية) التي ظلت سراً من أسرار صناع دمشق المهرة حتى القرون الوسطى يصفها ويشرحها شرحاً عملياً أحد الصناع الدمشقيين فيقول: كان السيف الدمشقي أو الفولاذ الدمشقي بصورة عامة يصنع عن طريق دمج قطع من الحديد بعد تحميتها في بوتقة حتى تصبح لينة قليلاً ثم يضاف إليها مواد عضوية (قش الرز - خشب - أوراق خضراء) والفولاذ الذي يحصل عليه هو الدمشقي الهندي ويصنع على الغالب أيضاً بواسطة قضبان من الفولاذ ذات الصلابة المختلفة وذلك بسبب طبيعتها المختلفة التفحم ثم تعقد هذه القضبان بصورة غير متساوية ثم تلحم مع الاستمرار في العقد والطرق مع ثني جميع هذه القضبان على بعضها وعندها لا يبقى الأصقل هذه السبيكة الناتجة لكي يقدم لنا السطح مظهراً متموجاً ويمكن استخلاص ما ورد في مصادر عربية موثوقة، طريقة صناعة السيف الدمشقي الفولاذي بالنقاط التالية:
    1- ان السيف الدمشقي يصنع من الفولاذ الدمشقي المصنوع محلياً وذلك عن طريق تفحيم الحديد المستخرج من بلاد الشام أو المستورد من خارجها أو من نفايات الحديد كالحدوات والمسامير.
    2- يصنع الفولاذ الدمشقي عن طريق تحمية الحديد في كور أو عن طريق صهر الحديد في بواتق وسبكه ويضاف إلى البوتقة مواد معدنية كالمنغنيز وذلك لزيادة لمعانة ومنع تأكسده.
    3- إضافة مواد عضوية نباتية كالاهليلج أو قشر الرمان أو قش الرز أو الخشب أو أوراق الشجر إلى الحديد في البوتقة أو الحديد المحمي اللبن. هذه المواد التي تصبح فحماً يختلط بالحديد ليكون فولاذاً إذ خصائص متميزة من أهمها: ظهور تسميات على صفحة النصال يطلق عليها اسم الجوهر أو الفرند (أو الدمار أو الدبان أو الشرايين).
    4- يطرق الخليط ليأخذ شكله النهائي وهو شكل السيف المستقيم ذي الشطب أو التنزيلات الجميلة والكتابات. وقد يكون سيف أسد الله من أبرز نماذج السيف الدمشقي الذي انتشر في فارس منذ القرن السادس عشر.
    لقد حاول الجنرال الروسي انوسوف ان يدمشق السيوف الرسمية وقام بتجارب خلال عدد من السنوات وفي عام 1837م أعلن أنه اكتشف سر الدمشقية ولقد نمت صناعة سيوف مدمشقة في روسيا، واستطاع بياسكوفسكي ان يعرض طرقها وأنواعها وهو يعتقد ان إنتاجها ممكن جداً وحاول كثير من الباحثين في القرن الماضي كشف أسرار الدمشقة من أمثال ابريان (Breant) الذي نشر دراسة تحت عنوان (وصف طريقة للحصول بواسطتها على نوع من الفولاذ السيوف الشرقية المدمشقة).
    وفي بداية هذا القرن في عام 1918قام بيلانو بأبحاثه فتبين لديه ان صناعة السيوف الدمشقية الجوهر تقوم على مبادئ خاصة. ولكنه لم يتمكن من استكشافها كاملة لأنه لم يطلع على المصادر العربية في هذا المجال.

    السيف اليمانية والعربية الأخرى
    لقد أفضنا بالحديث عن السيوف الدمشقية ولكن عذرنا في ذلك أنها من أشهر السيوف العربية وأصبح لها مدرسة وتقليد - كما ذكرنا في الكثير من دول العالم بسبب حقائقها الفريدة وفولاذها المتميز ولكن هناك سيوف عربية شهيرة أيضاً والسيف العربي مختلف القياس بسبب المقاطعات التي انتشر فيها العرب. وكان له في كل منها أوصاف خاصة. وهكذا لم يكن للسيف العربي صفات موحدة كما يقول ستون. ومن السيوف العربية الشهيرة هناك السيوف اليمانية التي امتازت بمرونتها وحسن صناعتها ويصف الكندي السيوف اليمانية فيقول: ويصل طول السيف اليماني العتيق أربعة قدود ومنها العريض الأسفل المخروط الرأس المربع السيلان تربيعاً مخروطاً إلى طرف السيلان (وهو الجزء القائم من نصل السيف ويجري على نصله أربع شطب منها المخفور. وهو الذي شطبه شبيهة بالأنهار مدورة الحفرة. ومنها ما شطبه ذات زوايا مربعة. وتكون هذه الشطب متساوية في وجه السيف. ومنها ذو ثلاث شطب واحد في الوسط واثنان في الشطرتين وأكثر السيوف اليمانية يبلغ عرض نصلها ثلاثة أصابع تامة ويبلغ عرض أقل ما يكون منها اصبعين ونصف أصبع.
    ومن السيوف الحنيفية التي تنسب إلى صانعها صخر بن بحر الأحنف بن قيس وكان من مشاهير التتابعة. والسيوف الاريجية والسيوف الديافية نسبة إلى دياف في جنوبي البتراء حاضرة الانباط. وهناك سيوف بصرى الشام التي يصفها الكندي فيقول إنها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود عن عرض ودقاق وقصار وطوال. لم يطبعها أحد من صناع بصري إلاّ (سليمان) طبعها عام 95ه وقطع العمل سنة 109م وتذهب عقد فرمذها بعد الطرح ويختفي جوهرها وكانت تحمل إلى اقليم الجبال بايران وتباع بدينارين ونصف. كذلك اشتهرت السيوف العربية التي عرفت بأسماء أصحابها كسيف علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وهو ذو الحدين المسمى ذو الفقار. وسيف خالد بن الوليد (رضي الله عنه) المسمى مرسباً وغيرها من السيوف العربية الأصيلة التي كانت لها الدور الكبير في الفتح الإسلامي والانتصار على جيوش الكفار والغزاة ونشر الدين الإسلامي الحنيف من خلال الأبطال العرب المسلمين وسيوفهم البتارة وفروسيتهم الرائعة وإيمانهم الكبير برسالة الدين السماوي الجديد والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فكان نصر الله كبيراً.
    وإذا كانت السيوف العربية القديمة والدمشقية منها خاصة قد أصبحت تحفاً أثرية. فإن السيوف المقلدة والمصنعة في العصر الحاضر يفتخر مقتنوها من عرب وأجانب بروعة صناعتها وأشكالها الفنية الجميلة وتقنياتها العالية. فتعد من أثمن الهدايا التي يمكن ان تقدم لشخص وتعلق كتحفة بجانب أروع اللوحات الفنية العالمية.


    يوجد في اللغة العربية 300 اسم للسيف وكل اسم له معنى ..
    ومن ذلك:

    _ الصمصام: السيف الذي لاينثني ..

    _ البارقة: السيف الذي له بريق ..

    _ الذالق: السيف سلس الخروج من الغمد ..

    _الذكر : السيف المصنوع من الصلب ..

    _ المشمل: سيف صغير يشتمل عليه الرجل بثوبه ..

    _ صفيحة: السيف العريض ..

    _ حسام: السيف القاطع لأنه يحسم الدم أو يحسم العدو أو يقطعه عن منازله ..

    _ المفقر: السيف الذي في متنه حزوز ..

    _ القشيب: سيف قريب العهد ..

    _ الأرقب: اليف غليظ المتن ..

    _ الدائر: السيف الذي قدم عهده باالقتال ..

    _ بلارك: من سيوف الهند النفيسة ..

    _ الدوان : السيف الذي لايقطع ..

    _ الساذج : السيف الذي لا نقش على نصله ..

    _ مهند: السيف الرقيق ..

    _ اللهذام: السيف الحاد

    أنواع السيوف العربية.
    تتباين أنواع السيوف وأسماؤها حسب موطن صناعتها؛
    فهناك السيوف اليمانية، وكانت تصنع في
    اليمن إبان مجدها، وكانت مشهورة بجودتها، وتأتي بعدها السيوف الهندية،
    وكان العرب يسمون السيف الهندي المهنَّد، وكانت
    هناك السيوف الدمشقية، وقد ظهرت منذ بدء العصر الأموي
    وارتبطت بحضارة الأمويين. وعُرفت هذه السيوف
    في كل بلاد العرب إلى أن غزا تيمور لنك بلاد الشام
    وحمل معه كل صنَّاع السيوف، فاختفت الحرفة برحيل
    رجالها المهرة. وهناك السيوف الحيرية وهي التي
    كانت تُصنع في الحيرة، وهناك أيضًا السيوف المَشْرِفيَّة والبصروية
    وسيوف صنعت في طليطلة وسرقسطة بالأندلس وسيوف المعز في القاهرة وأصفهان
    أشْهَر السيوف
    اشتهرت بعض السيوف عبر التاريخ بسبب شهرة أصحابها وتميزهم ببراعة القتال وقوة الضرب
    والطعن وكثرة النزال والمبارزة وصعوبة حصر من سقطوا بنصال سيوفهم
    ومن السيوف المشهورة في التاريخ العربي:
    الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
    وكان اسمه ¸ذو الفقار• وقيل إن النبي قد غنمه من منبه بن الحجاج
    وهو أحد المشركين أثناء غزوة بدر، وذكر بعض المؤرخين أنه سمي ¸ذو الفقار• لأنه كان يحوي 18 فقرة،
    وكان متميزًا عن سيوف عصره، وقد توارثه آل بيت الإمام ثم انتقل إلى الخليفة العباسي المهدي
    ثم الهادي ومن بعده هارون الرشيد
    ومن السيوف المشهورة أيضًا ¸الوشاح•
    وهو سيف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
    و¸الأولق ذو القرط• سيف خالد بن الوليد، وخالد نفسه سماه الرسول سيف الله المسلول،
    وهناك ¸الملا• سيف سعد بن أبي وقاص،
    و ¸الصدى• سيف أبي موسى الأشعري،
    و¸الصَّمصامة• سيف عمرو بن معد يكرب.
    وفي التاريخ الغربي، اشتهرت سيوف لملوك وقواد كثيرين في مقدمتهم ¸السعيد• سيف شارلمان،
    وسيف الملك الإنجليزي آرثر صاحب المائدة المستديرة وكان اسمه ¸سكالبورو•،
    وسيف رينو دو منتوبان، واسمه ¸باليزار•
    و¸دور أندال• سيف رولان كونت بريتاني.


    galal khalifa
    galal khalifa


    عدد المساهمات : 604
    نقاط : 773
    السٌّمعَة : 4
    تاريخ التسجيل : 23/11/2010
    العمر : 60
    الموقع : القاهرة

    العرب والسيف Empty رد: العرب والسيف

    مُساهمة من طرف galal khalifa الثلاثاء يناير 25, 2011 8:15 pm

    ايها الذهبي نشكرك من الاعماق علي ما تقدمة الينا من معلومات وفيرة عن تاريخنا وتاريخ العظماء والصناعات الجميلة التي ابدع فيها العرب تسلم ايدك
    ادهم محمود محمد
    ادهم محمود محمد


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 229
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 31/12/2010
    العمر : 61
    الموقع : جدة المملكة العربية السعودية

    العرب والسيف Empty رد: العرب والسيف

    مُساهمة من طرف ادهم محمود محمد الثلاثاء يناير 25, 2011 8:42 pm

    ميرسى جداا يا جلال بيه على مرورك الكريم
    smsm
    smsm


    عدد المساهمات : 17
    نقاط : 19
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 29/12/2010

    العرب والسيف Empty رد: العرب والسيف

    مُساهمة من طرف smsm الثلاثاء يناير 25, 2011 10:34 pm

    لو صور يبقي رائعااا
    ادهم محمود محمد
    ادهم محمود محمد


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 229
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 31/12/2010
    العمر : 61
    الموقع : جدة المملكة العربية السعودية

    العرب والسيف Empty رد: العرب والسيف

    مُساهمة من طرف ادهم محمود محمد الأربعاء يناير 26, 2011 3:47 am

    معاك حق بس حقيقى مش باعرف ارفع الصور وبتاخد وقت لكن لو الاستاذ الجميل / درويش يساعدنى يبقى كتر خيره

    وشكرا لمرورك على كل حال
    ايهاب ابو الوفا حمدى
    ايهاب ابو الوفا حمدى


    عدد المساهمات : 185
    نقاط : 329
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 30/12/2010
    العمر : 59

    العرب والسيف Empty رد: العرب والسيف

    مُساهمة من طرف ايهاب ابو الوفا حمدى الأربعاء يناير 26, 2011 8:01 am

    ايها الفهد الذهبى هذه موسوعة كاملة عن السيف وتطوره انا اليس اقول لك ان جميع مواضيعك محاطة بسياج ضخم واسوار شائكة لكل من يحاول الاقتراب منها سلمت ايها الذهبى وتاتى الينا سالما غانما تحياتى .
    ادهم محمود محمد
    ادهم محمود محمد


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 229
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 31/12/2010
    العمر : 61
    الموقع : جدة المملكة العربية السعودية

    العرب والسيف Empty رد: العرب والسيف

    مُساهمة من طرف ادهم محمود محمد الأربعاء يناير 26, 2011 8:27 pm

    ميرسى جداا يا ايهاب بيه على مرورك الكريم وتعليقك المشجع .. جزاك الله خيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مارس 27, 2024 11:14 pm